” أغيثوا الملهوف” للشيخ سعد بن شايم الحضيري
الحمد لله الذي جعل في اصطناع المعروف إغاثة للملهوف وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
قال تعالى: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (النساء : 114 ) وقال (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ* لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) (المعارج: 24-25 ).
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر في الدنيا يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر على مسلم في الدنيا ستر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)) رواه مسلم.
وعن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((على كل مسلم صدقة قيل أرأيت إن لم يجد قال يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق قال أرأيت إن لم يستطع قال يعين ذا الحاجة الملهوف قال قيل له أرأيت إن لم يستطع قال يأمر بالمعروف أو الخير قال أرأيت إن لم يفعل قال يمسك عن الشر فإنها صدقة)) رواه البخاري ومسلم .
وعن عمر بن الخطاب قال قلت يا رسول الله ما حق الطريق؟ قال: ((حق الطريق أن ترد السلام وتغض البصر وتكف الأذى وتهدي الضال وتعين الملهوف)) أخرجه أبو داود والطحاوي واللفظ له وصححه الألباني.
وعن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن كسوت عورته أو أشبعت جوعته أو قضيت له حاجة)) رواه الطبراني في الأوسط وحسنه الألباني.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله فقال: ((أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد يعني مسجد المدينة شهرا ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضى ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له ثبت الله قدميه يوم تزول الأقدام)) رواه الأصبهاني واللفظ له ورواه ابن أبي الدنيا وحسنه الألباني.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل)) رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل )) رواه مسلم
وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(( ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة)) رواه البخاري ومسلم.
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((كل امرىء في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس)) رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم.
وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الصدقة لتطفىء عن أهلها حرالقبور وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته)) رواه الطبراني في الكبير والبيهقي وحسنه الألباني.
ويذكر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قوله رضي الله عنه : من كفارات الذنوب العظام إغاثة الملهوف ، والتنفيس عن المكروب .
وهنيئاً لمن وفقه الله لإغاثة الملهوف وجعل ذلك عنده ولو بجاهه فإن للجاه زكاة كزكاة المال فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله أقواما اختصهم بالنعم لمنافع العباد يقرهم فيها ما بذلوها فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم)) وفي رواية قال: ((إن لله عند أقوام نعما أقرها عندهم ما كانوا في حوائج المسلمين ما لم يملوهم فإذا ملوهم نقلها إلى غيرهم)) رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الكبير والأوسط وحسنه الشيخ الألباني
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه ثم جعل من حوائج الناس إليه فتبرم فقد عرض تلك النعمة للزوال )) رواه الطبراني بإسناد جيد.
وذكر الإبشيهي عن الوزير ذي الرياستين أنه قال لنديمه ثمامة بن أشرس: ما أدري ما أصنع بكثرة الطلاب؟! فقال: زلْ عن موضعك وعلى أن لا يلقاك منهم أحد! فقال له: صدقت وجلس لهم في قضاء حوائجهم.
ورحم الله أبا تمام إذ يقول:
تَرجَمَ الدَّمْعُ في صَحائِفِ خَدَّيْـ** ـهِ سطوراً مؤلفاتِ الحروفِ
فَلَئِنْ شَطَّتِ الديَارُ وغَالَ الدَّهـ ** ـرُ في آلفٍ وفي مألوفِ
وتبدَّلتُ بالبشاشة ِ حزناً ** بعدَ لَهْوٍ في مَرْبَعٍ وَمَصِيفِ
فَعَزائي بأنَّ عِرْضِي مَصُونٌ ** سَائِغُ الوِرْدِ والسَّماحُ حَليِفِي
ثمَّ علمي على حداثة ِ سني * * بصروفِ الدهورِ والتصريفِ
راكبٌ للأمورِ في حلبة ِ الأيا**مِ للمنجياتِ أو للحتوفِ
انتهزْ فرصة ً تسرُّكَ مني ** باصطناعِ الخَيْرَاتِ والمَعْرُوفِ
أنا ذو منطقِ شريفٍ لإعطا ** ءٍ منطقٍ لمنعٍ عفيفِ
ما أبالي إذا عنتكَ أموري ** كيفَ أنحتْ عليَّ أيدي الصروفِ
سعد الحضيري